الودادي مدير المنتدى
المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 43
| موضوع: اسطورة الوداد : تاريخ ؛ مقاومة ؛ امجاد ؛ بطولات الأحد 24 يناير - 16:16 | |
| في غمرة المحاولات التي كان يبذلها المؤسسون للوداد للحصول على الترخيص، وفي إجتماعات تأسيس النادي، طرح مشكل الاسم الذي سيطلق على الفريق، تم اقتراح عدة أسماء وفي إحدى تلك الإجتماعات حضر أحد الأعضاء متأخرا (اسمه محمد ماسيس وهو من مواليد 1907 في الدار البيضاء)، وبرر تأخره بعد الاستفسار أنه كان يشاهد فيلما سينيمائيا لأم كلثوم أم كلثوم (مغنية) عنوانه وداد وتزامن مع هدا الجواب انطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الإجتماع، تفاءل بها المجتمعون. أبدى بنجلون تأييده لاختيار هذا الاسم، لكن تدخل بعض الحاضرين أدى إلى عدم الحسم النهائي في الاسم، إلا بعد حضور عدد كبير من المسيرين واللاعبين، إذ تمت الموافقة على الاسم بعد عقد جمع عام، وكانت النتيجة اقتراح واختيار الوداد الرياضي اسما للنادي بدون إدراج كلمة البيضاوي لأن النادي يمثل جميع المغاربة وليس فقط سكان الدار البيضاء.
سبب اختيار لون زي النادي كان اللون الأول الذي تم الاتفاق عليه من طرف الأعضاء المؤسسين للنادي هي اللون الأحمر، لما يمثله هذا اللون للمغاربة حيث أن العلم المغربي عبارة عن مستطيل أحمر تتوسطه نجمة خماسية خضراء، فقد كان اختيار اللون الأحمر بالنسبة للأعضاء بمثابة التشبت برمز من أهم رموز الوطن.
الرئيس المؤسس الحاج محمد بنجلون من الجماعة الأولى المؤسسة لنادي الوداد الرياضي وأبرز اسم فيها وهو من الرعيل الأول المتعلم تعليما عصريا حصل على الباكالوريا سنة 1933 وإلتحق بباريس من أجل الدراسة العليا في تخصص التجارة، عاد إلى المغرب سنة 1935 ونشط داخل جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء وداخل بعض الجمعيات الرياضية. ولما أسس المرحوم الحاج محمد بن جلون نادي الوداد كان على رأس أول مكتب مسير لهذا النادي. بقي الحاج محمد على رأس الوداد منذ تأسيسه سنة 1937 إلى سنة 1942. لكن انسحاب هذا الرجل من المسؤولية لم يكن يعني انسحابه من النادي فقد استمر إلى حين التحاقه بالرفيق الأعلى أبا للوداد والوداديين وذاكرة ومرجعا فياضا حول تاريخ هذا الفريق ورجاله ولا يكاد يذكر اسم نادي الوداد عند الخاص والعام إلا ويذكر معه اسم المرحوم الحاج محمد بنجلون.
قبل الاستقلال عرفت السنوات الأولى من القرن العشرين احتلالا تدريجيا للمغرب من طرف فرنسا وإسبانيا، من بين نتائج ذلك هجرة بعض الأوربيين إلى المغرب وبدء تعمير العديد من المدن والقرى المغربية حيث قاموا بإنشاء أحياء جديدة في كل هذه المدن مجهزة بكل المراكز كمقر للشرطة والبريد...، ومن بين المراكز التي حرص المعمرون الأوربيون على إنشائها أندية رياضية ترفيهية. وقد كانت هذه الأندية حكرا على العنصر الأوربي، حيث أن هذه الفئة فقط هي التي كان يُسمح لها بإنشاء الأندية والإنضمام إليها. أما المغاربة فقد كانوا ممنوعين من تأسيس أي جمعية أو نادي ولو في طابع رياضي خوفا من أن يتحول هذا النادي إلى تجمع بعض المقاومين للاحتلال الأوربي. وقد كان الإنضمام أيضا لهذه النوادي كذلك أمرا صعبا بالنسبة للمغاربة مع بعض الإسثثناءات القليلة.
الأب جيكو الأب جيكو هو محمد بن الحسن التونسي العفاني من مواليد سنة 1900 ببلدة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت. إطلاق لقب "جيكو" لم يكن من المغاربة بل جاء من صحافي فرنسي كان قد شبه محمد بلحسن بلاعب اسمه جيكو كان يلعب باليوس وقال في معرض مقاله بأن محمد بلحسن يلعب بنفس الطريقة التي يلعب بها جيكو. كان ممارسا رياضيا مارس كرة القدم في صفوف عدة أندية. كان الأب جيكو من المثقفين البارزين في وقته ومن الرياضيين المتوفرين على إلمام واسع بالرياضة حيث كان يثقن عدة لغات برز اسمه كأول صحفي رياضي مغربي. أول من استفاد من حنكة وعبقرية الأب جيكو هو فريق الوداد تسييرا وتدريبا حيث وجد فريق الوداد في الأب جيكو الرجل الكفؤ فهو مدرب تشكيلات الوداد الأولى وهو العقل المدبر لمسيرة الوداد في بدايتها، حيث كان الأب جيكو في تدريبه للوداد لا يتنازل عن سلطته كمدرب فهو الوحيد الذي يعرف تشكيلة الفريق قبل اي مقابلة. توفي الأب جيكو سنة 1970 تاركا وراءه ذكرى طيبة على المستوى الأخلاقي والإنساني.
الوداد الأسطورية فرض فريق الوداد نفسه سريعا كفريق قوي، بل إنه سنة بعد تأسيسه سيتأهل إلى نهائي كأس الحرب وانهزم بصعوبة أمام فريق نادي الإتحاد الرياضي المغربي Union sportive marocaine. أدى الظهور القوي للوداد بالفرنسيين إلى التقدم بمشروع قرار يطلب فيه من العصبة أن ترغم الفرق على إشراك خمسة أوروبييين على الأقل، وهو القرار الذي كان يهدف بشكل أساسي إلى إضعاف فريقي الوداد والاتحاد الرياضي المغربي.
بفضل جدية اللاعبين وتفاني المدرب وتضحيات المسيرين إستطاعت الوداد في ظرف وجيز من تأسيسها أن تصبح ذلك الفريق الذي يحسب له ألف حساب وتألق نجومها في سماء كرة القدم ليصبحو مضرب الأمثال في أسرار اللعب الجماعي ومفاتيح تقنيات اللعب الفردي ونموذج التكامل والانضباط لتشريف قميص الوداد ذلك القميص الذي تحول بمعنى من المعاني إلى علم للوطن وراءه كل المغاربة. كان المغرمون بكرة القدم يتناقلون أساطير وينقل بعضهم إلى بعض أثناء نقاشاتهم ومسامراتهم حول كرة القدم، أسطورة الحارس ولد عائشة الذي إحتار الخصوم في قدراته الدفاعية عن مرمى الوداد وكيف أن تحديه دفع ببعضهم إلى وضع كرة مضرب في فوهة مدفع وصوبها إتجاهه لكنه إلتقطها بمهارة وعن لاعب الوداد الآخر الذي ضرب الكرة في الملعب إلى الأعالي واستمرت في التصاعد إلى أعلى ولم تبدأ في النزول إلا بعد خروج اللاعب من مستودع الملابس بعد تناوله طعام الإفطار إلى غير ذلك من الأساطير التي رددت كثيرا في حق اللاعبين والمدرب وكلها أساطير تحمل في مغزاها الإعجاب الكبير الذي كان يكنه الجمهور المغربي لفريق الوداد في فترة الحماية والثقة الكبيرة التي كان قد وضعها في لاعبي الفريق والساهرين عليه تدريبا وتسييرا. كانت الصحافة خصوصا في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات حافلة في صفحاتها الرياضية بالحديث عن الوداد وعن لاعبي الوداد وإلتقت في هذا الإعجاب صحافة المستعمر مع صحافة الحركة الوطنية ونعتت بعض الصحف الوطنية فريق الوداد بكونه مجموعة من الأساتذة يلقون على خصومهم أمام جماهير الميادين دروسا في فقه كرة القدم واحتار عدد من الصحفيين في وصف تقنيات وطرق لعب بعض عناصر الوداد فاضطرو إلى تشبيهها بأعمل الجن والخوارق! وكمثال نقتطف فقرة من مقال كتبه الصحفي والأديب أحمد زياد في أحد أعداد جريدة العلم تقول هذه الفقرة : فقد بدأ الثالوث ادريس وعبد السلام والشتوكي يلقون درسا في فقه كرة القدم وكان درسا عمليا توفق فيه الفقهاء الثلاثة غاية التوفيق...وتصدى عبد السلام يقوم بأعمال لايقوم بها إلا الرهط الأسود في حكاية سيف بن ذي يزن... إن نادي الوداد الرياضي يبقى ذلك الفريق المغربي الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى قلوب الأصدقاء والأعداء فبدأ الجميع في نسج الحكايات الخيالية والأسطورات مشبها لاعبي الوداد بأبطال العديد من الأساطير.
نادي الوداد في ملعب فيليب تأسس نادي الوداد الرياضي سنة 1937 حيث تزامن هذا التأسيس مع قمع الحركة السياسية المغربية. وطيلة الفترة التي عانى فيها العمل السياسي المغربي من القمع كان على المغاربة أن يخلقوا مقاومة بديلة, فاهتدوا إلى الرياضة وإلى كرة القدم على الخصوص. فالوداد أسس بدافع المقاومة, فقد جمع نادي الوداد المغاربة حوله فوحدهم ضد خصومهم وخصوم الوطن حيث أصبحت الوداد هي المدافع الوحيد عن شرف المغرب قي ظل قمع الوطنيين من طرف الاستعمار. حيث أصبحت الوداد تقاوم الاستعمار بأسلحتهم وعلى ميادينهم وبسلاح كرة القدم التي كانت لغة يفهمها الفرنسيون. لقد مثلت الوداد في فترة الحماية، التيار الوطني على الواجهة الرياضية، فكان كل المغاربة وداديون, وبقدر ما كان هذا الفريق يحصل على الألقاب بقدر ما كانت شعبيته في تزايد. وكان حين يضرب لاعب من فريق الوداد الكرة, يعتبر المتفرج المغربي تلك الضربة وكأنها في جسد خصمه الفرنسي. لقد كان المغاربة في فترة الاستعمار ممنوعين من التجمعات والمظاهرات، فهيأ لهم فريق الوداد شروط التظاهر والتجمعات وجعلهم يجتمعون في الملاعب رافعين شعارات تهتف بحياة الوداد ظاهريا وبسقوط خصومها ووراءهم الفرنسيون باطنيا، فبدأ المستعمرون يحسبون لفريق الوداد ألف حساب وأصبح انتصار هذا الفريق يقع على المستعمرين كالصاعقة التي زاد من حدتها رؤيتهم للوداد كأول فريق يخوض البطولة بمجموعة وطنية ضد فرق فرنسية.
ساهم فريق الوداد في مناهضة الاستعمار الفرنسي، وكانت مبارياته تعرف دائما اعتقال بعض المشجعين، بل إن مباريات الفريق أصبحت فرصة للمغاربة ليعبروا عن سخطهم ومطالبتهم برحيل المستعمر. كانت الجماهير تهتف للوداد في كل مدن المملكة سواء منتصرا أو متعادلا أو منهزما. وقد كانت هذه الجماهير تتعرض للاستفزاز من طرف المستعمر الذي وصل به الحقد إلى حد تطويق الملاعب أثناء مباريات الوداد بالدبابات لتخويف الجمهور. لقد كان أي شخص ينتمي للوداد يعني في نظر المستعمر أنه وطني مقاوم، فقد كان توقيع أي لاعب مع الوداد يعني اختيار صف الوطنية وعداوة الاستعمار. وكمثال على هذا فقد حاول فريق سطاد الفرنسي استقطاب ثالوث الوداد :إدريس وعبد السلام والشتوكي إلى صفوفه بمبلغ مالي مهم دون جدوى, كما حاول ذلك نادي برشلونة الإسباني فبعث خمسة من مسيريه للتفاوض مع الوداد بشأن هذا الثالوث وعرض مبلغا ماليا كبيرا في وقته فكان جواب الثالوث واضحا : الواجب الوطني أغلى من أي عرض.
مواقف بطولية في تاريخ الوداد سبق لحارس الوداد "محمد رفقي" في الخمسيات ان التحق كمحترف بنادي Grenoble الفرنسي وسافر إلى فرنسا, ولكنه سرعان ما عاد إلى المغرب بعد أن تلقى أمرا من المقاومة الوطنية على اعتبار انه كان من أفرادها بالرغم من التزاماته الرياضية مع الوداد. مؤسس النادي الحاج محمد بن جلون كان من شبيبة الحركة الوطنية, وقد عرف بمواقفه البطولية كطالب في ثانوية مولاي يوسف بالرباط, حيث أنه استطاع سنة 1933 إقناع جميع الطلبة الداخليين, بالإمساك عن الطعام يوم 16 ماي, وصيام ذلك اليوم احتجاجا على ذكرى إصدار الظهير البربري, بل وإنه استطاع إقناع أحد الطباخين بمطعم داخلية المدرسة بتهييء وجبة السحور والفطور لأكثر من من 100 طالب التزموا بالصيام. في أول رحلة للوداد منذ تأسيسه إلى الجزائر الشقيقة لمنازلة إحدى الأندية هناك, حمل اللاعب بوشعيب خالي و عبد القادر جلال مناشير وطنية من المغرب إلى الإخوة الجزائريين, وقد علم الأب جيكو مدرب الوداد بالأمر واطلع على تلك المناشير ولم يعارض بالرغم من انه كان المسؤول الأول في حالة كشف الأمر لدى السلطات الفرنسية. في سنة 1944, تم توقيف نادي الوداد الرياضي عن ممارسة الرياضة إثر حوادث مطالبة الحركة الوطنية باستقلال المغرب. كان عدد من لاعبي الوداد يشاركون بشكل كبير في تحركات وأعمال الحركة الوطنية, وعلى سبيل المثال, يذكر ان اللاعب عبد النبي المسطاطي كلف بتوزيع منشورات وطنية بعد زيارة السلطان محمد الخامس لمدينة طنجة, وقد حملها في حقيبة أمتعته الرياضية. في أحداث 1952, تعرض أحد من مسيري الوداد للاعتقال, كما أصيب اللاعب عبد النبي المسطاطي والعفاري في جسديهما بطلقات نارية من بنادق المستعمرين خلال زيارة بعثة من أمريكا اللاتينية إلى المغرب لتقصي الحقائق بعد نفي السلطان محمد الخامس. في مباراة بين الوداد وفريق بلعباس الجزائري بوهران امتنع لاعبو الوداد وعلى رأسهم الأب جيكو المدرب عن الدخول إلى الملعب حتى يرفع العلم المغربي, فما كان من حكم المباراة الا ان يمتثل لرغبة الوداد. ملعب النادي تم بناؤه سنة 1955 تحت اسم مارسيل سيردان، وبه 30.000 مقعد، سنة بعد ذلك وبعدما أخد المغرب استقلاله تم تغيير اسمه إلى سطاد دونور. عرف المركب تحديثا كبيرا منذ سنة 1970 إلى غاية سنة 1981 برسم تنظيم المغرب لألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، حيث تمت اضافات كبيرة تخص عدد المقاعد وتنصيب لوحتين إليكترونيتين وتم إعادة افتتاحه سنة 1981 باسمه الحالي مركب محمد الخامس وأصبح يحتوي على 80000 مقعد. أصبح مركب محمد الخامس الآن تحفة رياضية مغربية، حيث يحتوي على قاعة رياضية كبيرة تحتوي على 12000 مقعد وتشمل جميع الأنواع الرياضية من كرة سلة، يد، الطائرة، الجمباز، الملاكمة... بالإضافة إلى مسبح أولمبي، قاعة للإجتماعات وقاعة طبية كبيرة | |
|