.....................................................................
الوداد بمتغير استراتيجي
ما قرأه أوسكار فنيا عن خصمه الفيصلي في اللقاء الديربي الذي أنهاه هذا الأخير بالتعادل السلبي أمام الوحدات عن الدوري الأردني، هو ما فرض طرح شاكلة 3/5/2 هجوميا لتنقلب بذات الصورة دفاعيا إلى 5/3/2 وقت الضرورة أي بوضع لمسة دفاع هلالي مشكل من عصام عدوة وهشام اللويسي وفوزي البرازي، ينضاف إليهما السقاط كظهير أيسر، ومراد لمسن كظهير أيمن، ووسط ثلاثي مشكل من يونس المنقاري وأحمد الطالبي وعبد الرحيم السعيد في قالب مثلث يزاوج بين عملية الإرتداد إلى الخلف والبناء الأمامي، فيما أوكل الهجوم إلى بيضوضان وسقيم·· ومعنى ذلك أن أوسكار بفرضية نزول الأظهرة وقت الضرورة هو ما يعطي نغمة المضاد الملازمة مع ضعف الخط الدفاعي الأردني، وأكثر من ذلك محاولة سد كل المنافذ التي يناور منها نجوم الفيصلي المعروفين أمثال العراقي رزاق فرحان ومؤيد سليم، ومؤيد أبوكشك··
الغدر المغربي
قلت أن قراءة أوسكار لشاكلة 3/5/2 الهجومية حضرت مبدئيا في تصريف مخطط المناورة، إذ بنزول الظهير السقاط من الجهة اليسرى كان له مؤداه الطبيعي في إشعال التمريرات العرضية الخطيرة، وهو من أهدى هدفا خالصا غاية في الحرفية من تمريرة لولبية عالية صانها بامتياز رأس بيضوضان ويسجل هدفا جميلا زكى بداية الحذر والخوف قبل أن يكون هو صاحب التخويف على الخصم بهدف أغلى من الذهب··
التوازن والتراجع
هذا الإمتياز الجميل وبرغم دقائقه المبكرة، أكد في القادم من الدقائق على وقائع أرضية جد صلبة وصعبة في التمرير، أنه لن يكون بالصورة التي يجب أن يتعامل بها الوداد بعد أن تخلف عن انضباطه التكتيكي وتراجع إلى الدفاع بوازع ارتداد الطالبي والمنقاري للمؤازرة وعدم نزول الأظهرة لتشكل حزاما أمنيا·· لكن ورغم هذا الحصار، شاهدنا لحظات العسر والإلغاء من دون تهدئة اللعب، ولا الحرص على التمرير الجيد، لدرجة ضاعت عنه كثير من الكرات وحولها الخصم إلى نقط ضوء فعالة عبر شريط الجولة الأولى دون أن يرد الوداد بمثل ما فرضه بالمضاد، إذ كان الفيصلي هو سيد اللحظات البنائية بحكم تمرسه بالأرضية الصلبة، وبحكم بناءاته الجيدة في خطه الوسطي المشكل من قصي أبوعالية، وبهاء عبد الرحمان وحسونة الشيخ وعلاء مطارقة والذي أعطى دينامية مريحة في إيصال الكرات إلى الخط الهجومي من خلال التمريرات العرضية يمينا ويسارا·· وشكلت خطورة الفيصلي هاجسا كبيرا في معترك الحارس فكروش الذي أنقذ الموقف في مناسبتين بداية من الدقيقة السابعة حين طارد كرة ارتطمت بالقائم، وأخرى في الدقيقة 13 حين ألغى هدفا محققا من خطأ يونس المنقاري استغله مؤيد أبوكشك في المعترك ليقنبل أمام تدخل فكروش الرائع·
التعادل/الهدية
ومع هذا المد الهجومي للفيصلي، وفي غياب الوداد الذهني في التعامل مع لحظات السيطرة للخصم، كانت الجهة اليمنى مرتعا للتمريرات العرضية، وهي من كانت مصدر هدف التعادل من رجل مؤيد أبوكشك حين أدار الكرة عرضيا ألغاها البرازي مبدئيا إلى الخلف، لكن الكرة ارتطمت بالسرعة صدر عصام عدوة ودخلت المرمى في وضع لم تكن لتسجل مطلقا·· ما يعني أن الشرود الذهني لدفاع الوداد وفقدان المرونة الوسطية في قتل الكرات هو الذي سيطر على الفريق في غياب أي فرصة ودادية بعد تسجيلها هدف السبق في الدقيقة السادسة قبل أن تسلم مفتاح السيطرة كليا للفيصلي·
سقيم غير مستقيم
طبعا كان المد الفيصلي قد واصل ردعاته الهجومية بضغط متوالي، دونما إدلاء الوداد بشهادة المضاد، فقط اكتفى بالصد وإلغاء وتشتيت الكرات دونما ثقة لأن الأرضية وقفت عائقا في أداء ونهج الوداد، وكانت إحدى إلغاءات وسط الميدان الودادي إيذانا بفرصة ثانية لسقيم حين انفرد بالحارس الأردني، لكنه لم يستقم في التسديد بقوة، وصوب القذيفة ضعيفة نحو المرمى بدون اتجاه ويضيع الهدف الثاني بفرصة ثانية لا غير·
متغير إيجابي
مع بداية الجولة الثانية، واصل الوداد ذات النهج الدفاعي باعتماد كل الأطراف الوسطية دون مغامرة تذكر إلى جانب الدفاع لتحصين المنطقة، وهو ما بدا مخيفا على الإطلاق وتوجب على إثره إحداث تغيير إيجابي بخروج السعيدي وتعويضه برفيق عبد الصمد من أجل رفع فعالية الوسط الهجومي، وهذاما حصل بالفعل حين أعطى رفيق شحنة ذكية في تصريف وتوزيع كراته بالشكل المطلوب، بل وكان حريصا على مد سقيم بكرة اعتبرت فرصة حقيقية للتسجيل دون أن يركز برأسيته نحو المرمى··
الطالبي·· هدف ولا أروع
وبتوالي الدقائق، أضحى الوداد رزينا في الوسط، أولاً بقص مبادرات الفيصلي، وثانيا بخلق البناءات الذكية دون تسرع، لكن روعة هذا الأداء، هو السحر الذي أطلقه الطالبي ببارود صاروخي في الدقيقة 73 حين تلقى كرة من السقاط صاحب التمريرات الذهبية، وراوغ على إثرها لاعبا أمام فضاء وسطي رحب من 30 مترا ويسدد القذيفة بالقدم الخارجي نحو المرمى بأحلى هدف ربما يعتبر من أفضل أهداف عصبة أبطال العرب·
فكروش نجم المباراة
وأمام هذا السبق الودادي الرائع من فرص مستغلة دون ضياع، حرصت العناصر الودادية على إحتواء النهج الدفاعي بصورة الهدوء عوض تشتيت الكرات عشوائيا، وأصبح هو من يقود المبادرة في أحايين مختلفة دون أن يكون متسرعا رغم أن وضع الأرضية أعاق كثيرا في التمرير الممنهج، ومع ذلك لم يوقف الفيصلي الأردني اندفاعه بمثل ما قاده أيضا من تغييرات فنية بإقحام الفلسطيني فادي لافي وهيثم الشبول كأوراق هجومية مضافة إلى المتغير الأول لعبد الهادي المحارمة الذي هدد الحارس فكروش في مناسبات إلى جانب تهديد فادي لافي في الدقيقة 81، لكن بديهة فكروش وعملاقيته وضعته في موقع الحارس الكبير ونجم المباراة بلا منازع، هذا فضلا عن إقحام هشام جويعة الذي أعطى حركية إضافية أزعجت المرمى الفيصلية في أحايين مختلفة··
وإلى حين نهاية المباراة، حصل الوداد على فوز بَيّن برغم الأرضية السيئة وبرغم رحلة البحث عن الإنجاز، وثمن تأهليه المبدئي بالأردن إلى حين لقاء العودة بالمغرب في الثلاثين من هذا الشهر لإدراك التأهل الأخير والوصول إلى النهائي كأكبر ثأر له للتواضع في الدوري المغرب والإقصاء من كأس العرش·
محمد فؤاد
الفيصلي الأردني - الوداد : 1ـ2
التاريخ : 15 أبريل 2008
ذهاب نصف نهائي دوري أبطال العرب - النسخة الخامسة -
الملعب : الأمير محمد بمدينة الزرقاء
الجمهور : حوالي 5 آلاف متفرج
الحكم : محمد منصور بمساعدة مصطفى طالب وزياد مهاجر (لبنان)
الأهداف : مصطفى بيضوضان (د 6) - أحمد الطالبي د 73) لصالح الوداد
عصام عدوة ضد مرماه لصالح الفيصلي
الإنذارات : كريم فكروش - مراد لمسن (الوداد)
بهاء عبد الرحمان (الفيصلي)
الفيصلي الأردني : لؤي العمايرة - محمد خميس - حيدر عبد الأمير - علاء مطارقة - قصي أبو عالية - بهاء عبد الرحمان - مؤيد سليم (عبد الهادي المحارمة د 65) - مؤيد أبوكشك (هيثم الشبول د 83) - حسونة الشيخ - رزاق فرحان (فادي لافي د 77)
المدرب : عدنان محمد
الوداد : كريم فكروش - السقاط - اللويسي - البرازي - عصام عدوة - مراد لمسن (دوليزال د 83) - يونس المنقاري - أحمد الطالبي - السعيدي (رفيق عبد الصمد د 58- سقيم (جويعة د 81) - بيضوضان
المدرب : أوسكار
أقوال ودادية
أحمد الطالبي:
>حققنا الفوز عى حساب الفيصلي بفعل تظافر مجهودات اللاعبين وكذا أعضاء ومسيري الفريق الذين أعدوا لنا كل الظروف لتحقيق نتيجة تؤمن لنا خوض لقاء الإياب بالمغرب بكل ارتياح<
مصطفى بيضوضان:
>أهنئ جميع لاعبي وجماهير الوداد، عموما كنا الأحسن في المباراة ونستحق الفوز، حققنا الأهم وسنناقش مباراة الإياب وكلنا ثقة للوصول إلى المباراة النهائية لتحقيق اللقب إن شاء الله<·
رشيد الداودي مساعد المدرب:
حضرنا للأردن وكلنا عازمون على تحقيق أحسن نتيجة لتأمين لقاء العودة، الفريقين معا قدما لقاءا في المستوى ، وأظن بأن الفيصلي لن يكون لقمة سائغة في الإياب هنيئا لكل الوداديين بهذا الفوز.
جريدة المنتخب